اجتياح رفح : المجتمع الدولي يحذر من عواقب كارثية

يواصل المجتمع الدولي تحذيراته من اجتياح الكيان الصهيوني لمدينة رفح الجنوبية “الملجأ الأخير” لسكان غزة, وسط استمرار الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة في القطاع لاسيما شرقي رفح, ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء.

وأعرب الامين العام للأمم المتحدة, انطونيو غوتيريس, عن قلقه البالغ إزاء مؤشرات القيام بعملية عسكرية وشيكة واسعة النطاق في مدينة رفح. وقال أن العديد من الفلسطينيين في حالة إنسانية يائسة, وقد تم تهجيرهم بشكل متكرر، وهم يبحثون عن الأمان الذي تم حرمانهم منه مرات عديدة واعاد غوتيريس إلى الأذهان أن حماية المدنيين لها أهمية قصوى في القانون الإنساني الدولي.

من جهته, ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك, بأوامر الاحتلال بترحيل المدنيين من رفح, محذرا من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى مزيد من الشهداء والمعاناة وتفاقم الدمار وسط وضع قاتم بالفعل.

من جانبها, دعت الصين الكيان الصهيوني إلى وقف الهجوم على مدينة رفح. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية, لين جيان, أن الصين تدعو الكيان الصهيوني إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي ووقف مهاجمة رفح, لتجنب كارثة إنسانية
أكثر خطورة في قطاع غزة .
وأدانت مصر الهجوم الصهيوني على مدينة رفح وما أسفر عنه من سيطرة صهيونية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

واعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون مواطن يعتمدون على هذا المعبر,
باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية. وطالبت جميع الأطراف الدولية بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة وإتاحة
الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.

سلطنة عمان أعربت, بدورها, عن قلقها لاستمرار التصعيد العسكري من قبل قوات الاحتلال وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبها, قالت جنوب إفريقيا أن هجوم جيش الاحتلال الصهيوني على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين الفلسطينيين في القطاع. وأعربت في بيان صادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا, عن شعورها ب “الدهشة” من الأمر
الذي أصدره الاحتلال الصهيوني بإخلاء رفح بالقوة المفرطة, تمهيدا لاجتياحها برا.

كما حذرت “منظمة إنقاذ الطفولة الدولية” من أن تهجير المدنيين قسرا من مدينة رفح سيكون له عواقب وخيمة على الأطفال. وأوضحت أن الهجوم البري المحتمل على المدينة من شأنه أن يجبر مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار ويعيق جهود الإغاثة في رفح.
وذكرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية, مارغريت هاريس, من أن “موجة جديدة من النزوح ستؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ وتقييد الوصول إلى الغذاء والمياه والخدمات الصحية والصرف الصحي, ما يؤدي إلى زيادة تفشي الأمراض وتفاقم مستويات الجوع وخسارة إضاف ية في الأرواح”.
في غضون ذلك, استشهد اليوم 21 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء جراء قصف الاحتلال لمناطق متفرقة في قطاع غزة وغالبية الشهداء من رفح. وذكرت مصادر طبية في القطاع أن 21 شهيدا وعشرات الإصابات وصلت مستشفى الكويت التخصصي في رفح.
وتوغل جيش الاحتلال داخل معبر رفح البري وأغلقه بالكامل, ما أدى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة. كما منع الاحتلال الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح البري وفق ما أفاد به ناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية, ينس لايركه.

زر الذهاب إلى الأعلى